الوردُ في الخريف
الوَردُ هَيَّأ للخريفِ رماحـا
لِيُصيبَهُ في مَقْتَلٍ إنْ لاحا
وَيُذيقَهُ الويلاتِ لمـا عَطَّرَتْ
أوراقُهُ الأجسادَ والأرواحا
فَأَرى ربيعاً في يباسٍ مدهشٍ
يزهو بِحُمْرَةِ. خَدِّهِ فَوّاحــا
ساءَلْتُهُ : يا وَرْدْ كيفَ تَمَكَّنَتْ
أَغصانُكَ الجَذْلَى تكونُ سلاحا
وَتَردُّ كيدَ خريفِ فصلٍ مُعْتَدٍ
فيهِ أَذىً يأبى بأنْ ينزاحـا
وبدأتُ أستجلي من الوردِ الذي
قربي فأطرقَ ساهماً مرتاحا
فَأَجابَني: الجوريُّ عندي مغرزٌ
للظالمين إذا طَغَوْا سَفّاحا
اللهُ أَوْهَبَني التَحَصُّنَ حينما
تَمْتَدُّ أيدي العاصفاتِ وِقاحا
أَمّا الشَّذى فَبِفضلِهِ وجميلِهِ
أعطانيَ الحسنَ المُدامَ وشاحـا
فأحاطَ بي نورُ النبيِّ محمدٍ
في النَّسغِ فانفلتَ العبيرُ متاحا
إِذْ ساقَ مَنْ صَلّى على خيرِ. الورى
جَنْبي فَبَثَّ زفيرَهُ فَوّاحا
وسَرَتْ بجذري نفحةٌ نَبَوِيَّةٌ
في ماءِ دجلةَ تنشرُ الأفراحـا
د. محفوظ فرج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق