الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019

يسألُ عني بقلم الشاعر الرائع / د. محفوظ فرج

يسألُ عني / د. محفوظ فرج
يسألُ عنّي كلَّ صباحٍ ومساءٍ في سامراء
وفي ساحةِ سعدٍ في بيروت وفي عمان
هل مرَّتْ فاتنةٌ وعباءتُها الشعرُ المسدولُ
يغطّي قامتَها الفرعاء
يقولونَ :
انتبهوا لمجانينِ العشاق
من المسِّ
لم نلمحْها حتى في الحلمِ !!!
لم نلمحْ ذلكَ إلّا ما قيل بوصفِ عرائسِ دجلة
حينَ ترى الموجَ يحاكي أرجلهنَّ البيضاء
لم نلمحْ ذلكَ إلّا عندَ الحوريّات
يحاذينَ النخلَ النجفيِّ وأعينهنَّ فضاءاتٌ لجنانٍ
سبَّحَ فيها الليل وصلى للهِ وأسرفَ في الأذكار
يتخلَّلُني نورُ بهائك حين يخامرُني
أن تحضنَ روحي بسمةَ عينيكِ
أقولُ : دعيها مرودَ أهدابِك
لتبصرَ كيفَ تَمَوَّجَ نهرُ ديالى
وَغَطّى النارنجُ سهولَ بلادي
أقول : دعيها تألفُ لحظكِ
كي تَتَعَلَّمَ من لفتاتِكِ
كيف تبرعم ورد النرجس في أفياء قميصك
وكيفَ وكيفَ
تناغمَ صفُّ الأزرارِ على جيبِ التفاح
وتعلَّمَ سربُ النحلِ بالهامٍ أزلي
كيفَ يقبّل ثغرَ القِدّاحِ
فكنتِ رحيقاً مكتوماً باركَهُ الربُّ
وأهداهُ لسومر منذ ملايين سنينٍ ضوئية
منذُ الحزنِ الرابضِ بين النهرين على مَنْ غابوا
قرباناً للنخلِ السامق في بدرةَ
تأوي تحتَ ذراريه ملكاتُ الحسنِ
من قالَ بأني أسعى لجمال ايّا كان ؟
وأنت الىّ طفولتك الاولى
وانا بين براءتها
أذهبُ بالعقلِ إلى أوطانٍ
تغفرُ للمجنون نوازعه
وتنامُ كما برقةَ يغسلها المطرُ النوراني
وتلبسُ ثوبَ عرائس بابل
حين يميل الجسر على وقع خطاهن الملكية
أقولُ لآدابا : قَطِّعْ أجنحةَ الريحِ الشرقيَّةِ والغربيَّةِ
حتى لا ينْفَلِتَ الزورقُ في مجرى
مكحول وأفقدُ صيدي وهي قريبٌ منِّي
لا تحرمْني من رٍقَّةِ طلعتها القزحية
أمهلْني أرْكُضْ عبرَ الساحلِ كفّاً في كفٍّ
تحتَ رذاذِ المطرِ النيسانيِّ
أمهِلْني ألْثُمْها من ضفةِ الشرقِ إلى مغرِبِها
فصبايا الكحلاء يراوِدُهُنَّ السمكُ العائمُ
تحتَ البرديِّ فينفُرْنَ تباعاً
يَتَشَهّى الوردُ الجوريُّ أنامِلَهُنَّ البيضاء
د. محفوظ فرج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قلبي يحادثني قلم الاديبة الشاعرة/ ايمان زقزوق

  قلبي يحادثني قلبي يحادثني بأشياء وما غبت عني إلا لأسباب قد شغلتك عني أوصفها فتغزلت في جمالها ألا تعلم أني شاعرة ولحروف الكلام مترجمه ليس...