السبت، 28 ديسمبر 2019

حبيبة روحي غادة بقلم الشاعر الرائع / د. محفوظ فرج

حبيبة روحي غادة د. محفوظ فرج
——————-
أقولُ : حبيبةَ روحي غادة
تلكَ مرابعُنا
وثغاءُ شياهِ مراعي مخمور 
تسمعُها بنتُ الشطرة
لفّي الشالَ على خصرِك
وَلْنَمْضِ إلى مدخلِ تل الصوان
نقولُ لكاهنةِ المعبد :
إنّا قبلَ جفافِ الماء
قبلَ الدلتا
ضِعْنا بين بساتينِ الخالص
والوديان السامرائية
اتَّحَدَ القلبُ مع القلبِ بجذعٍ نارنجيٍّ
وظلَّ الحبُّ بجذرينا
يتناسلُ
حتى امتدَّ ذراعُ الثرثار
وألقى غِرْيَنَنا
لَوَّحَ جَسَدَينا شوقٌ ناريٌّ
بصلاةٍ ناريَّة
يسري نسغُ الحبِّ بها أبديّا
يا كاهنةَ المعبدِ آوينا ليلةَ عشقٍ
أتملّى في فِتنتِها
تَتَمَلّى في عينيَّ
سنسقطُ حالَ تلاقي عينينا في غيبوبة
لا يوقِظُنا إلا اسمُ اللهِ
المحفوفةِ فيهِ مضارِبُنا
يا كاهنةَ المعبدِ
دعينا نأخذُ وِرْدَ الطهرِ نباركُ فيه
المركبَ حينَ يُحَدِّدُ وِجْهَتَهً
نحوَ الأصقاعِ العذريَّة
نَرْكُنُهُ تحتَ ظلالِ البرحيِّ وندلفُ
في أعماقِ الغابة
أتَنَشَّقُ من أنفاسِكِ إكسيرَ خلودي
أقولُ : حنانَكِ يا مجنونةُ
لُمِّي أشتاتي
في كفيكِ الناعمتينِ خذيني أتَشَكَّلُ
مما يَتَعَتَّقُ من فيضِ خيالِكِ
وكما يهوى هاجسُ عشقي
حينَ يباغتُهُ مرمرَ رمانِ الكتفين
لن أنسى حينَ وجدتُكِ في مكتبةِ الكلية
توهمتُ
نوارةُ هذي أم غادة؟
كان الخشبُ الزانُ يلامسُ
وهجَ الحرفِ الطافحِ من شفتيكِ
توهمتُ اللونَ الخمريَّ
الساحرَ والشَّعَرَ المسدولَ
يراقصُ أوردتي
معجوناً في ماءِ فرات أو دجلة
كنتِ تَغضِّينَ الطرفَ
ينامُ على وردِ الخدّين
ينامُ على صحوةِ أوجاعِ اليومِ الدامي
د. محفوظ فرج
اللوحة للفنان العراقي المبدع محمود فهمي عبود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قلبي يحادثني قلم الاديبة الشاعرة/ ايمان زقزوق

  قلبي يحادثني قلبي يحادثني بأشياء وما غبت عني إلا لأسباب قد شغلتك عني أوصفها فتغزلت في جمالها ألا تعلم أني شاعرة ولحروف الكلام مترجمه ليس...