الجوريُّ الأصفرُ في تشرين
——————————
أحد أنواعِ الوردِ
الجوريِّ الأصفر
في تشرين بحديقتِنا
استقبلني بصباحٍ تشرينيٍّ
في أنفاسٍ تحييِ الأغصانَ
الميتةَ بجوارِه
قلتُ : بسمِ الله
ما شاءَ الله
ما أبهاكِ وما أحلى أثوابكِ
وما أجملَ أزراركِ
لكنْ أخشى تشرينَ يعكِّرُ صفوك
في هذا الطقسِ الكورونيِّ الأغبر
طقسُ أيادٍ آثمةٍ تَمتَدُّ
على الأخضرِ واليابس
طقسُ وباءٍ غطّى الكرةَ الأرضيةَِ
ببلائِه
قال : لا تَقْلقْ تشرينُ يحيلُ جميعَ
الألوانِ إلى اللونِ الأصفر
ماذا يسطيعُ الفعلَ معي ؟
وردي أصفرُ يفتَرُّ جمالاً في عافيتِه
يتبدّى من أعماقي عبقٌ
إن يَستَنشِقْهُ
سيذهَلُه فيخرُّ صريعاً
تحتَ سواقيَّ
أنظرْ : حينَ رآني
ماذا حلَّ بهِ ؟
كانَ تقدَّمَ نحوي
ثم توَقَّفَ
مرتعشاً مخذولاً مدحوراً
حدَّثَ نفسَه :
( ما هذا ؟ ... لونٌ منهُ يغارُ الوردُ
فيهِ رائحةٌ أعلمُ أني حينَ
أقَرِّبُ أنفاسي منها تحرقُ
أسمالي الباهتةَ الصفرةَ )
..........
تَلفَّتَ
قال : اغفرْ لي - يا وردُ - العثرةَ
واسمحْ لي العودةَ من حيثُ أتيْتُ
فولّى
يسحبُ أذيالَ الخيبةِ
هوَ لا يرحمُ يبطشُ بالنبتِ
يذهبُ حَتّى
نحوَ الأشجارِ الدائمةِ
الخضرةِ ويصيبُ وريقاتٍ منها
والأولُ تشرينٌ يوصي الثانيَ
بعداءٍ أزليٍّ للخضرةِ
لا ينفكُّ يُعَرِّي الأغصانَ
من القمصانِ المزهوةِ
د. محفوظ فرج
١٤ / ١٠ / ٢٠٢٠م
٢٧ / صفر / ١٤٤٢هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق