السبت، 31 أكتوبر 2020

رواية "عودة من بعيد"بقلم الكاتب الراقي / عبد الاله ماهل

الفصل العاشروالاخير من رواية "عودة من بعيد" الذي أنهيت كتابتها...
بلغ الحمل اشده، تحرك الجنين في بطنها، تحسست بيديها موقعه؛ فبدأ لها صاحب الفعل ماثلا حاضرا ولسان حاله يقول: ابني، ابني...
رجعت بذاكرتها الى الوراء؛ فإذا بها حبلى بصور تتراقص أمام ناظريها. غير انها بقدر ما اشتاقت إليها؛ خافت منها.
حاولت تناسيها إلا ان واقعها مع حملها؛ كان يؤرقها ويقض مضجعها.
ومن غير ان تدري أسرعت في طلبه؛ فكانت فرحته لا تطاق وهو يتحسس من بين احشائها جنينا من صلبه، يتحرك يمنة ويسرة وكأنه يرد التحية.
لم يشأ ان يسألها عن الماضي، ولا عن "من أين لك هذا"؛ وهو يرى الحاضر احلى.
ويدا في يد، أخذا طريقهما إلى القرية التي انجبتهما؛ ليقيما عرسا لم تشهد له القبيلة مثيلا.
لم يجرؤ اي احد على مواجهتها بحقيقة حملها؛ وكأن واقع حالها لخير شفيع لها على: ما كان بهذا المكان، وما كان بذلك المكان.
وفي ليلة ليلاء كان القمر لها عنوانا، وعلى أضواء كاشفة نصبت خيمة كبيرة، امتلأت عن آخرها؛ تليت الفاتحة وعقد القران؛ ليبدأ حفل الزفاف.
ومع انطلاق زغرودة مدفوعة الثمن، كسرت حاجز الصوت، بدأت زفة العرسان؛ فتعالت دقات الطبول وصدعت الحناجر بالأهازيج.
ليختم الزفاف بما لذ وطاب من أكل وشرب؛ فكان مسك الختام الدعوات للعرسان باليمن والبركات.
لتعود تتراقص على أنغام الناي ولا من شاف ولا من دري...
تأليف: عبدالاله ماهل
الدار البيضاء/المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قلبي يحادثني قلم الاديبة الشاعرة/ ايمان زقزوق

  قلبي يحادثني قلبي يحادثني بأشياء وما غبت عني إلا لأسباب قد شغلتك عني أوصفها فتغزلت في جمالها ألا تعلم أني شاعرة ولحروف الكلام مترجمه ليس...