الجمعة، 30 أكتوبر 2020

لو كانت غيرك قيثارة بقلم الشاعر المتألق دوما / د. محفوظ فرج

لو كانت غيرك قيثارة
————————

لو كانتْ غيرُكِ قيثارة
لَنَسيتُ جميعَ الكلماتِ المعسولةِ 
من شفتيكِ
وما قَبَّلتُ مخارجَ أحرفِها
حين رَوَتيها لي
وتَرَوّى منها ظمأي للشعرِ 
المجنون

وَلَقُلْتُ لقلبي : اتركْ ما تَنْدُبُهُ 
ليلاً ونهاراً :

الواجهةَ السحريةَ 
في المدرسةِ الأولى 
ساعةَ تنظرُ من فُرْجَةِ
بابِ السور

نقلاتُ خطى فاتنة 
تختطفُ القلبَ 
ولن تتكررَ ذاهبةً نحوَ المعهد

مجرى النسماتِ القادمةِ
من دربِِ ( مچيچة )(١)
وهيَ تداعبُ أصداغَ الحطّاباتِ

لو كانتْ غيرَكِ 
ما اشتقتُ لأحبابي المرهونينَ 
بشَحّات 
وَبَلَّغُتُ : جميعَ الحسناواتِ ببرقة أنّي
لن أنسى أبداً قيثارةَ
حين تعانَقنا في عينينا
وعلى أصواتٍ عصافيرِ السنبلِ 
في الوسطيةِ وهي تُخَشْخِشُ
فَتَّحَ نوّارُ اللوز قُبَيْلَ 
براعمِ أوراقِ الأغصانِ 
قُلْنا :
سبحانَ الخالقِ ...
مازالَ يُغَطّي البَرَدُ الأكماتِ
وبقينا منحدرينَ 
إلى ما شاء الله
لسوسة

لو كانتْ غيركِ 
ما عادَ صبايَ وقلتُ 
لقلبي : واصلْ نبضَكَ في عشقِ
السامقةِ البرحيةِ بنتِ البصرة
ذُبْ في بسمتِها
ومُحَيّاها 
في سحنَتِهِ الحنطيّة
تحضنُهُ هالةُ أنفاسٍ 
حينَ استنشقت شذاها
أصبحت ( مُرَقَّشَ )(٢)
يرقبُ في وحدتِهِ
مسرى لخيالِ ( سُلَيْمى )

د. محفوظ فرج

١- ( مچيچة ) مَعْلَم أثري في سامراء يقعُ مقابلَ (تل العليج ) من الجانبِ الغربي قريباً من نهر دجلة وقد عُرِفَ بهذا الأسم من سُكّانِ منطقةِ حاوي البساط 
٢- المرقش الأكبر واسمه عمرو بن سعد بن مالك بن ضبيعة، وهو أحد المتيَّمين عشق (سلمى )، كان شاعرًا جاهليًا وُلد في اليمن ونشأ في العراق ٥٥٠م / ٧٢ ق، هـ

اللوحة التشكيلية من إبداع الفنان العراقي ستار كاووش


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قلبي يحادثني قلم الاديبة الشاعرة/ ايمان زقزوق

  قلبي يحادثني قلبي يحادثني بأشياء وما غبت عني إلا لأسباب قد شغلتك عني أوصفها فتغزلت في جمالها ألا تعلم أني شاعرة ولحروف الكلام مترجمه ليس...