الأحد، 26 أبريل 2020

هو ذا معنى الحب بقلم الشاعر الرائع / د. محفوظ فرج

هو ذا معنى الحب / د. محفوظ فرج
———————
قالتْ : قيثارةُ
لقد رقصَ الزمنُ فينا عامين
وَرَقَصْنا له
وكأنّا في جلسةِ سمرٍ للآن
وننتظرُ الفجرَ
قلتُ : هوَ ذا معنى الحبِّ
تظلُّ الأرواحُ تَصُفُّ وتقبضُ في جُنْحَيها
كي تبلغَ أسمى درجاتِ العشقِ
قالتْ : يعني ذلك أنَّ هوانا جاوزَ
فينا التقويمَ الزمنيَّ
خرجنا من دائرةِ الوقتِ
قلتُ : نعم ودليلي في كل محطاتي
ألقاكِ كما أنتِ أمامي
في الشعرِ المسترسلِ
حَوَر العينينِ
القدِّ الممشوقِ كقدِّ النارنجِ
على ضفةِ النهرين
ونقلِ خطاكِ
كُنّا نسبقُ في الجريِ غزالَ ربيعة
وحينَ تَوَغَّلْنا في الغابِ الأكديِّ
فَقَدْنا بَعْضَيْنا
لكنْ ظَلَّتْ أشواقي الأبدية
تبحثُ عنكِ
حتى داهمني رجعٌ من صوتكِ
تحتَ ظلالِ السدرةِ في سامراء
تزلزلَ منه كياني
واهتَزَّتْ أكمامُ الوردِ الجوريِّ
على طولِ سياجِ الدار
بَثَّتْ أنفاساً نورانية
فهُرِعْتُ أفَتِّشُ عنكِ
وتلاقينا
عينايَ تماهتْ في عينيكِ
حَمَلَتْنا الريحُ الغربيةُ نحو
مقاماتِ مواطنَ فيها يتكرَّرُ
وِرْدُ التوحيد
قالتْ : لولا تسبيحي ودعائي
وصلاتي
في محرابِ المأذنةِ الملوية
ما كنتُ لقيتكَ
سبحانَ اللهِ ( الأرواحُ جنودٌ )(١)
تبقى تبحثُ حتى تلقى
الإلْفَ
قلتُ : حبيبةَ روحي
دعينا نكملُ مشوارَ الدرسِ
قُبَيْلَ فراقِك
نغرسُ في أعماقِ التربةِ
من زاخو حتّى الفاو
قولاً يَتَرَدَّدُ في جريانِ النهرينِ:
( عراقي واحد )
نستعبدُ أفعالَ التجارِ بلغطٍ محموم
وبضاعتَهمْ
نرحلُ حتى يرحلَ عنّا الخراصًون
قالتْ : عهدي أن أحملَ في نبضِ
فؤادي ما يحمِلُهُ قلبُكَ حتى
آخرِ أنفاسي
كلماتِ ( سلامٍ ومحبة )
قلتُ : قبلَ وداعَكِ فَلْنَقْضِ الليلةَ
منحدرينَ تُقَبِّلُ كفي أطرافَ أصابعِكِ
إلى ( قصر الجوسق ) قبلَ توارينا
في الحاوي حتى المجرى النابضٍ بحياةٍ
أخرى
يسري فيها بينَ شراييني شجنٌ
نتلاقى فيه بشوطٍ آخر
د. محفوظ فرج
————
١- ( الاروح جنود مجندة ماتعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ) حديث نبوي رواه البخاري ومسلم
اللوحة التشكيلية ( المرأة شجرة الحياة ) للمبدع الفنان العراقي ستار كاووش Sattar Kawoosh

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قلبي يحادثني قلم الاديبة الشاعرة/ ايمان زقزوق

  قلبي يحادثني قلبي يحادثني بأشياء وما غبت عني إلا لأسباب قد شغلتك عني أوصفها فتغزلت في جمالها ألا تعلم أني شاعرة ولحروف الكلام مترجمه ليس...