السبت، 16 يونيو 2018

عيدك ياوطن لشاعر الفردوس / معروف صلاح أحمد

معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس
يكتب ( عِيدُكَ يَا وَطَن )
...................................
عِيدُكَ يَاوَطَن ..
صَارَ مُثيرًا للشَّجَن
تَرَاكمَ فِيهِ العَفَن
مَيِّتٌ فِي العِيدِ يَأتِي
حَيٌّ فِي العِيدِ يَهْذِي
قَتِيلٌ فِي العِيدِ يَرْحَل
جَرِيحٌ فِي العِيدِ يَبْخَل
أَنْ نَذْهَبَ إِليهِ بِورْدِي
سَجِينٌ فِي العِيدِ لا يدْرِي
أَىَّ مُعْتَقَلٍ يَسْكنُ فُؤادَه بِزَهْرِ ؟؟
أىَّ مُعْتَرَكٍ فَدَاه بِهَجْرِ ؟؟
أىَّ نَادٍ نَادَاه بِوَجْدِ ؟؟
أَىَّ مَرْسُومٍ حَوَاهُ بِنَصِّي
وَعَهْدِي وَكُتُبِي وَمَجْدِي ؟؟
مَاذَا يَفْعَلُ فِيهِ زِنَادِي وَكِتِفِي
وَبُنْدُقِيَّتِي وَرُمْحِي وَسَيْفِي ؟؟
وَقِدَاحُ زِنْدِي وَفكْرِي وَفَحْصِي
وَهُوَ شَهِيدٌ وَفِي العُمْرِ يَسْرِي
مَا رَعَاهُ بِضَغْطُ الزِّنَادِ المُرِيد ؟؟
فَهَلْ يتفَكَكُ فِي الأَسْرِعِنْدِي الجَرِيد
وَيُلْضَمُ بِسِمِ الخِيَاطِ فَجْرِي العَنِيد ؟؟
هَلْ يَتَحَرَرُ قَبْلَ مَوْعِدِ البَدْرِ ؟؟
تَوَقَّفْ مَكَانَكَ حَيْثُ أَنْتَ النُّورُ البَهِي
فِي كِبَاحِ نفْسِى لِرَبِّي بِدُعَائِي الفَرِيد
إِيَّاكَ أَنْ تتجَرَّأَ عَلَى الاقْتِرَابِ مِنِّي
سَيُصْهِرُكَ الحُبُّ يَا قَلْبِي العَتِي
وَسَيُطَهْرُكَ دَمِّي الذَّكِي
خلْفَ أعْمِدةِ الدُّخَانِ المتَسرْبِلُ منْ ذَاتِي
فِي جَوْفِ المَدَى الأَلْمَعِي الثُنَائِي
بَعْدَ السُّحُورِ مِنْ وَطْئَةِ اللُبِّ الشَّجِي
وَلنْ تَرَى شيئًا غَيْرَ الرُّكَامِ وَالفنَاء
وَاشتِهاءِ الكَلامِ دُونَ أَسْوَارِ البِنَاء
عِنْدَ المَمَاتِ فِي لعْنَةِ القُبُورِ وَالبَقَاء
أَصْبَحْتَ ضِدَّ الانْفِجَارِ وَالانْشِطَار
وَالتفتُّتِ وَالانْفَلاتِ فِي الحُضُور
ضِدَّ التَّقَزُّمِ وَالانْصِهَار
وَالغَليانُ فِي القُدُور
بِبَوْتَقَةِ العَدَمِ وَالنُّشُور
أَرْشُفُ مِنَ الجِرَارِ الاجْتِرَارَ وَالبُثور
أَحْرُثُ أَرْضَ الأنْبِيَاءِ بِجَرَّارِ العَطَاء
وَكَشَّافِ النَّمَاءِ وَخَيْمَةِ السَّتْرِ وَالقُشُور
أَذْهَلُ عَنْ شرَارةِ الثُّوَّارِ وَفَوْحِ العُطُور
أَلْعَنُ هَذَا المَثَارَ المُلبَّدَ بِالغُيوم
وَذَاكَ الفَلكَ الدَّوَارَ المُدَجَّجَ بِالنُّجوم
والمطَرَّزَ بِمَخَالِبِ المَنُون
والمُوَشَّحَ بِالسِّلاحِ وَالمَالِ وَالبَنون
ضِدَّ الصَّدَى وَالوَهَنَ وَالظُّنُون
ضِدَّ البُكَاءِ وَالحُبُور
اكْتَوِي كَالنَّبَاتِ بِنَارِ التَّثَبُتِ فِي الجُذُور
وَأنَا أَجُولُ فِي البَرارِي وَالمِحَن
كَعُودِ ثِقَابٍ بِرَاحِلَةِ النَّهَار
أَنْهَكَه التَّعَبُ وَطُولُ المَسَار..
وَلَمْ يُوفِ بِالنُّذُورِ للصِّغَار
وَلَمْ يَلْحَقُ الرَّكْبَ وَلا القِطَار
حِينَمَا يَشْتَعِلُ منْ بَعِيدٍ للحَطَامِ
لِلنَّخِيلِ وَالقَتَادِ وَالهَشِيمِ وَالنَّضَار
فيتأججُ الفتِيلُ المُنْبَعِثُ الرَّحِيب
بِالخَالدِيَّةِ وَالأَعْظَمِيَّةِ وَالهَاشِمِيَّة
وَالنَّاصِرةِ والقَاهِرةِ والعَامِرِيَّة
وَالسُّوَيْدَاءَ وَصَنْعَاءَ وَالمَالِكيَّة
وَطَنْجَةَ وَطَرَابُلْسَ وبَنْزَرتَ وَالقَيرَوَان
وَعَسِيرِ الحِجَازِ تَغْلِي بِاللهِيبِ مِنْ جَدِيد
وَتَرْمِي بِالمَزِيدِ وَالمَزِيد
وَتَجْلِسُ القُرْفِصَاءَ فِي فِنَاءِ العِيد
وَيَتَمَلْمَلُ الأمَلُ بِقَشِيبِ عُدْوَان
فِي غَابَاتِ الأَسْمَنَتِ المَخْمَليَّة
كهشِيمِ القَتَاتِ وَالمُدُنِ الحَجَريَّة
وَفَضَاءِ حَنْجَرَةُ المسْتَحِيلِ الأَبَديَّة
تَعْوِي مِثلَ الذئَابِ فِي سُورِيَّا بِالمَرَار
تَنْهَشُ بِالفَرَارِ أَجْسَادَ الغِيد
تشْجُبُ القرَارَ بِالتَّنْدِيد ..
تَقْتُلُ شَرَايينَ المَحَبَّةِ بالبسْمَلَةِ وَالحَوْقَلَة
تَقْطَعُ أَوْصَالَ الشَّرْنَقَةِ بِلَهِيبِ المَقْصَلَة
تَأْسِرُ الغَزَالَ فَيَكُونُ الوَطَنُ القتِيل
فَيَنْزَوِي المَجَالُ ِبشَبَكَةِ الجَوَّال
أَمْ بِالخَنَادِقِ وَالفَنَادِقِ وَالمَغَبَّةِ وَالمُحَال ؟؟
( فَبِأىِّ حَالٍ عُدْتَ يَا عِيدُ ) بِالرِّجَال
وَكُلُّ مَافيكَ سَعِيدٌ وأَنْتَ رَحَّال
وَالمُتًنَبِّي مَيِّتٌ وَشَهِيد ؟؟
مَارَسَ كُلَّ الهمْهَمَاتِ بِالتَّعْدِيد
مع طيُورِ العِشْقِ بِالرَّشَفَاتِ
الواقفةِ فِي الشُّرُفَاتِ مِنْ طُهْرِكَ النَّبِيل
مِنْ وَحْوَحَاتِ المَدِّ وَطُول الأزَل
مُتَنَمْنِمَةٌ مَعَانِيكَ الجَمِيلَة
مُتَنَمِّقَةٌ حِكْمَتُكَ الجَلِيلَة
مُتَمْتِمَةٌ فِي سُقُوطِ الحُزْنِ يَا قَدَر
كَسَفْسَطَةِ حبَّاتِ المَطَر
كَتَشَابُكِ النَّجْمِ فِي المَدَر
كَالتِفَافِ الشَّجَرِ فِي جَبَلِ الرَّحِيل
يَتَخَلَّصُ مِنَ العَتَهِ المَغُولِي
وَالفَخْرَ وَالكِبْرَ العَنْجَهِي
يَتَمَلَّصُ مِنْ نَوْبَاتِ الجُنُون
وَاللوْنِ القرمزِيِّ وَالأخْضَرِ العِنَبِي
بِسَاحَاتِ السَّمَرِ فِي حِيَازةِ السَّحَر
فَاحْللْ عُقَدَكَ يَا زَمَن
مِنَ الخَيطِ وَالوَبَرِ وَالغُلِّ والدُّرَر
اُرْبُطْ القَلَقَ في أَسْوِرَةِ النَّمَق
اعْبُرْ لِدُنيَا الطيُورِ وَاصِلْ الألَق
أَوْصِلْ تَرَجِّي أَغْصَانَ الزَّهُور
أَنْ تثْبُتَ معَ الرِّيحِ العَوَالى
كُنْ مُسْتَأْسِدًا وَاقْذِفْ المَوْتَ بِالزَّئِير
انْعِمْ بِيوْمِ العِيدِ مَعَ الغَوَالِي
وَرَغْمَ هَاتِيكَ المَآسِي
لا تَكُنْ بَاكيًا مِنْ لَدْغَةِ الإِحَن
كَمَا الوَطَنُ لَيْلَةَ العيدِ فِي المُقَل
يَوْمَ قُتِلَ الشَّهِيدُ وَكَانَتْ سَيْنَاءُ الثَّمَن
للآنَ وَمَا زَالَتْ المَحْرُوسةُ أمُّ الدُّنْيَا
قِدِيسَةً تدْفَعُ الثَّمَنَ بِالأَجَل
بِالأحْمَرِ الدَّمَوِيِّ وَمَا ينْهَمِر!!
زَغْرِدْ لَهُ كَالبَارِ الرَّحِيمِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيم
فِي خُلْعةِ الحُلَلِ الصَّحْرَاءُ كَالبِرْسِيم
اقْتُلْ الاحْتِيَالَ لا تَخَفْ شَيْطَانَكَ الرَّجِيم
قُلْ لَهُ : أُحِبُّكَ يَا وَطَن
بِنَسَمَاتِ العَبَقِ كَالحَرِير
لحْظَةِ التحْرِيرِ فِي يَوْمِ العِيد
مِنْ رَبْقَةِ الحِبَالِ وَمطَامعَ الاسْتِعْمَار
وَذلِّ السؤالِ وَمَائدةِ العَبِيد
كَوَرْدِ المُنَى يتَشَبْثُ الحَدِيد
فِي مَدَائَنِ زَهْرَةِ التَّجْدِيد
ويبقى السُّؤَالُ المَرِير
هَلْ كُلُّ مَا فِيهِ حَسَن ؟؟
هَلْ يَوْمًا سَيُغَنِي العُودُ لِلْوَتَر؟؟
وَيَبْدَأُ غَدٌ مُرْتَقَبٌ بِالجَلَال
نُفَرِّقُ فِيهِ بينَ آكامِ الحَرَامِ وَالحَلال
وَبينَ أَكِنَّةِ كَمَائِنِ الحِمَامِ وَالزُلًال
وَينْهَمِرُ فِي الزِّمَامِ الغَيْثُ وَالمَطَر
وَإِنْ كَانَ للبَيْتِ رَبٌّ يَحْمِيهِ بِالكِبْرِيَاء
فَاللوَطَنِ رَبٌّ كَرِيمُ العَطَاء
وَإنْ كَانَ فِي نَوَاصِي فَجْرِ الظِّبَاءِ
يُعْقَدُ اللوَاءُ بِرَاحَةِ الرَّجَاء
فَلَهُ رَبٌّ فَضِيلٌ بِالتَّجَلِّي وَالاِنْتِصَار.
.......................................
كتبها :- معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس - القاهرة - مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قلبي يحادثني قلم الاديبة الشاعرة/ ايمان زقزوق

  قلبي يحادثني قلبي يحادثني بأشياء وما غبت عني إلا لأسباب قد شغلتك عني أوصفها فتغزلت في جمالها ألا تعلم أني شاعرة ولحروف الكلام مترجمه ليس...