السبت، 17 نوفمبر 2018

الحياةُ لي بقلم الشاعره / فردوس النجار

الحياةُ لي : (خاطرة)
في الغربة.. أقضمُ بعضي.. وأتركُ أظافري.. لتحفرَ طريقَ العودة
في الغربة.. أحلم بِجِلْدِي..
كَبَيتٍ لي..
أعرفُ مزاياهُ جيداً..
فلا يقتلعُني..
ولا يكونُ هدفاً.. لملاحقةِ مخيلتي
في الغربةِ.. يحرقُني الطريقُ.. الذي أراهُ عمودياً..
فكلما تسَلـَّقتهُ..
أتوَهَّمُ الانفصالَ عن لغتي..
فأنزلقُ "غيرَ مُختاراً" لأبجديتي.. التي هادَنَتْ..
احمرارَ عينِي.. بأحسنِ أحوالِها!
في الغربة..
كثيراً ما خانني بأسي..
ووقفَ مقابلتي..
كخصمٍ يقضُّ مضجعي ..
خوفاً وألماً
في الغربة..
تتغيرُ المقاساتُ والأطوال..
فتصغرُ لحَدِّ العدم..
لِحَدٍّ تضيقُ به رؤيتي.. فتُشعِرُني بقصورِ وجودي.. وَتَدْفُقُ أنفاسي مبعثرةً..
وكأنني..
الآن ..
قد وَدَّعْتُ أمِّي!
في الغربة.. أرى الدمعةَ بحجمِ الكونِ..
واستغربُ هطولَها..
من عَينِيَ الممسوخةِ!
في الغربة..
شعرتُ جداً..بفئران بلادي..
أثناء حروبنا
فأرقني جوعُهُم..
المصممُ لهم أصلاً..
في السلم والسلام!
في الغربة فقط ..
أمد ساقاي بحرية الزمهرير!
في الغربة..
أربُتُ على كتِفِيْ دائماً..
خوفاً من نسيانِ تلك الحركة.. المحببة لي..
أشحنُ بها فؤادي.. حين يموء!
وفي الغربة..
أضحك مَلِيَّا مِنِّي..
ثم أُصَفِّقُ لي..
ثم ابكي علَيَّ..
ثم ابتسم لجنوني..
وأُفَرمِلُهُ.. خوفَ الجنوح
في الغربة..
رغم كل هذا..
أشعر بحريتي..
لكنني أفكر مَلِيَّا!
وأعاتب ربي
ياالله.. سبحانك..
مااعظم شأنك!
كيف خلقتني هنا؟
مع كلِّ هذا العمر؟!
وكلِّ هذا الحِمل؟!
وكلِّ هذا العقل؟!
في الغربة..
أيقنتُ أن الله حق..
وأنَّهُ وَحدَهُ..
مَن يُغَلِّبَني على طوفاني الهادرِ.. وخذلاني
نعم.. أشعر ان الله معي
وإلا..
كيف تَجاوَزت ُ نفسي؟!
كيف شَعَرَ الحائطُ بي؟!
وكيف عرفتُ..
أنَّ البقاءَ للأقوى؟!
وكيف وَقَفْتُ؟!
وكيف عَرَفتُ..
أن الأرضَ صُلبةٌ..
لِحَدٍّ يحافظُ على اتزاني؟!
نعم..
لقد وُلِدتُ كبيراً.. أبيضَ الطِّباع!
لكنني اتكأتُ على "غربتي" وَفَـتَلْتُ قِماطي..
فخرجْتُ به منِّي
وتأكدتُ
بأنَّ الحياةَ لي.. لي أيضاً!
******
دمشق : فردوس النجار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قلبي يحادثني قلم الاديبة الشاعرة/ ايمان زقزوق

  قلبي يحادثني قلبي يحادثني بأشياء وما غبت عني إلا لأسباب قد شغلتك عني أوصفها فتغزلت في جمالها ألا تعلم أني شاعرة ولحروف الكلام مترجمه ليس...