الأربعاء، 2 ديسمبر 2020

أضغاث حياة بقلم الشاعر الراقي / أمير القوافي

أضغاث حياة##
على أضغاث حياة
أجلس على كرسي الذكرى المرهق بالهموم
مثلي أنا تماما
لشدة ماترافقنا طويلا
فوق ظهر كتاب الزمن المحمل بالحكايا
والمثقل بالهموم والرزايا
مثلي أنا حتى الثمالة
كتاب ضم بين دفتيه كل أنواع الوجع
ومايمكن علاجه والمستعصي علاجه
مراحله العمرية جبروته الذي لا ينفك
كتاب خط بمداد الحسرة
وبأبجدية الحزن الآدمي السحيق
أحرف تئن من هول الواقع القاس
عديم الرحمة والاحساس
عالم تماهى جيدا في غموضه
غريب الملامح كأحجية
أراني هناك في هذا العالم وحيدا
ببدلتي الرسمية السوداء
وقبعتي السوداء وحذاء أسود وربطة عنق سوداء
كل شيء أسود كليالي الشتاء السرمدية
والطويلة كساعات الانتظار
تتسلل ملامح قميصي الأبيض على الصدر والمعصمين
كابتسامة مصباح في غلس الليل
أمسك عصايا بكلتا اليدين
كحلم أخشى هروبه
وكشيء عزيز على قلبي
أضع رأسي المنهك على يدي
وكأني بشيء خفي الملامح
يسائلني بصوت خافت النبرات
ماتلك بيديك ياصاحبي؟؟
فأجيب بثقة الخبير وحنكة الحكيم
هذه عصايا أستند عليها من ألم الأيام وأهش بها على
انتكاستها ونكدها
أنظر إلى نفسي على صفحة الحياة
بوضوح لامثيل له
وكأنني أمام مرآة أو على صفحة ماء
وكأنني أكلم نفسي بايماءات سحرية
مشبعة المعاني والدلائل
عن بقايا حياة ...وطيف خرافة
وعن عالم ضبابي رمادي الألوان
عالم موبوء من رأسه حتى أصابع قدمه
وعن صمت رهيب أحكم قبضته
وهدوء هستيري لاينفك ينتهي
فحدثيني يانفسي عن بقايا حياة
تملكها الخوف والرعب
عن حياة تتأرجح في أكف الهاوية
تلفظ أنفاسها الأخيرة على مشانق الفناء
فناء رهيب انتشرت رائحته في كل مكان
فيجتذب الغربان لتنهش ماتبقى من جثة حياة
غربان تتلذذالموت حتى الثمالة
تشتهي الفناء
وحدثيني عن أرواحنا العطشى من فرط النكد
والمستجدية كأرض قفار جافاها المطر
بعد أن أمسك السحاب سخاءه
فماتت كأحلام عذراء سحقتها الحياة
وما تت أحلام الورد فيها
وماتت انحناءات السنابل والحفيف
ولا عادت كل حبة تحمل مئة فرح وبهجة لاتوصف
اضمحلت جوقات البساتين
لا أثر لعبير يداعب الروح
اختفى الوجه اليوسفي الجميل خلف سنوات القحط وخلف
التجاعيد الظاهرة كتشققات أرض قفار ضاعت أمانيها سدى
سوى وجه عابس
وقطارات تشق آلاف الأميال في الفيافي تملأ الكون صخبا
والهواء دخانا خانقا لتجلب مزيدا من الحزن والألم
والنكد مزيدا من لقاحات التعاسة والانكسار والكراهية
والوباء
دون أن تنقل إلينا أملا تاه في أصقاع الأرض
وأمنيات رقيقة المشاعر كطفلة
وأحلام وارادة تمنح عصايا جرعة من معجزات الأنبياء
ليتنا لم نكمل الكتاب ونطوه
حتى يتسنى لنا أن نكتب في آخر صفحة
كلاما عن ابتسامة أو نكتة أو أن نرسم أملا أو نترك مجالا
لاشراقة شمس
أو حتى سطر أو ثلاث نقاط لزقزقة صغيرة
""" أمير القوافي@(عبد الغني مساعدي)
بوح الصورة
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏سحاب‏‏‏
موافقة
رفض
9

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قلبي يحادثني قلم الاديبة الشاعرة/ ايمان زقزوق

  قلبي يحادثني قلبي يحادثني بأشياء وما غبت عني إلا لأسباب قد شغلتك عني أوصفها فتغزلت في جمالها ألا تعلم أني شاعرة ولحروف الكلام مترجمه ليس...