متيّمتي :
متيّمتي تهبّ مع الغداة
وتسبك لي الحروف الزّاهرات
لأصدح قافياً فيها جمالاً
يفوق على جمال الفاتنات
صفيحة خدّها تندي صباحاً
كعود النّدِّ في كبد الفلاة
توشّى خدّها بشفيق فجر
فخلت الفجر صار من الجناة
به خال توشّمه بعود
وتمزجه بكحل الواشمات
لها وجه طريٌّ مستدير
كبدر بان فوق الرّاسيات
إذا اعتمّت بشال قرمزيٍّ
تسمّرت الغواني في أناة
وكلكلها نهيد منه تسفي
شآبيباً لتندي النّاهدات
لها قدّ طري سمهريٌّ
تسامت فيه عن كل الصّفات
بدا فيها جمالاً لا يجارى
ويربو فوق حسن الحاسرات
يضوع المسك إن حثّت خطاها
إذا خطرت على أيّ الجهات
أصالتها تجذِّرها فتبدو
كأفراس أصائل صافنات
وفي التَّوصيف لم اذكر سواها
تحار بوصفها كلّ اللّغات
فلا مجنت بيوم مع خليل
ولا حفلت بذلِّ العاهرات
وإن حفلت ستحفل كلّ يوم
بآذان وتُعقب بالصّلاة
تمرّ لها طيوف في رقادي
فتوقظني الطّيوف من السّبات
فكم أندت عطورا فوق صدري
وهذا من قليل المكرمات
فكلّ الناس إن شاخت ستفنى
وتبقى غادتي سلوى حياتي
وما طالت حياتي سوف تبقى
خصال الطّيب منها للممات
ولو نادمتها يوما بلطف
همست لها بلطف يا مناتي
إذا زادت بك الأيام زهواً
بلطف سامريني يافتاتي
ويوما ما فقد ترثين لحداً
يضمُّ شغاف قلبي في رفاتي
وتذرين العطور على رفاة
حوت قلبا أحبك يامهاتي
.........................
بقلمي : غسان الضمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق