الاثنين، 10 ديسمبر 2018

سواحل الثرثار بقلم الشاعر المُبدِع / محفوظ فرج

سواحل الثرثار / محفوظ فرج
تتدرجُ يالونُ كما يدرجُ حَجَلٌ(١)
عند مفازة روحي
حَجَلٌ يتهادى في رقته 
يغوي تبعاتِ الموج المتلاطم
في بريّة أشجاني
تلتمّ سواحلُ ماء الثرثار على شفتي
أرقبه عن بُعدٍ يتوسلُ بالرمل
أفيك ملامحُ من لغة الآشوريين ؟ ولمحٌ من صوت (عُرَيب )؟(٢)
حين تفانى (عبدُ الله) بها
أفيك مراقي جلجامش قبل السكر بمنتجعات( أريدو)(٣)
أفيك ملامحُ نور الشمس تغازلُ فتنته الملكية
يقول :
الزورقُ ملمومٌ لايكفي غيرَ اثنين
ووجهته واحدةٌ لاتتغير
مهما غَيَّرَ آلهةُ الريحِ توجهه
زورقنا في الأقواسِ الرطبة
مثل طراوة خصري المتأهب
أن يلتفَ على أطواقِ اليسمين
والدكة حين أراك أمامي
تصّاعدُ أبخرةً لحريقٍ من أوراق الزيتون
ورضابي أشهى من عسلِ الملكات
تُعَتِّقُهُ دوّاماتُ اللحظِ على قامتي الممشوقة
سِرْ بي خلفَ القيعان الممتدة
من أغوارِ بخارى حتى سور الصين
أطلعُكَ على مالا تعرفه في الوعي
سِرْ بي نحو الأرصادِ المحمومةِ من وله العشاق
عيناي دليلك نحو الأفياء اللازوردية
كتابك بوصلتي للحرف النابض
منذ الرقم الطينية في مكتب( بانيبال)(٤)
حين توهج شعري فوق الكتفين البُضّين
أوتحسبُ أني لا أقرأ صمتك؟
أوتحسبُ تلك الوحشةَ أبخلُ أن أغدقَ من غيثي
فوقَ رباها؟
أعلمُ ما يفعلهُ العشق البوهيمي بصدرك
لكني أبقى أحلمُ في طلتك المجنونة
خيراً من أن أفتحَ أبوابَ مداخل أقبيتي المنسية
فمجردُ أن تدخلَ من باب تحرقُ كفيك الهالات المحظوظة في صدري النافر
ومجرد أن ألفظَ حرفاً سريانيا
تتهاوى بين ذراعيّ اللدنين
سِرْ بي في صمتِكَ أجدى يا ماء العين
من الإبحارِ بفتنةِ قمصاني المسكية
خذني للوديان المهجورة من قصفِ همجي
نبني كوخاً من قطع العربات المعطوبة في زاوية
تحتَ ظلال كثيفٍ من شجرٍ
كان لخمبابا موطأُ قدمٍ فيه
هناك سنرسمُ لوحتنا (الغورنيكا)
وإذا اكتملتْ
نتركها فأقول :هاكَ جميع مفاتني الأكدية
ارسمها كي يتمتعَ في حسني الأزلي
ابنُ العرموشية
محفوظ فرج
من مجموعتي الشعرية
بيت الألواح
---------
١-هو طائر من فصيلة التدرجية وهي مصنفة تحت بند طيور العالم القديم المستوطنة, وهي طيور متوسطة الحجم
٢-عريب المأمونية (797-890م) (181-277هـ) مغنية محسنة ذات فصاحة وبلاغة وحسن وجمال وكانت لعبد الله بن اسماعيل صاحب مراكب الرشيد توفيت في سامراء
٣-إريدو (حالياً تدعى تل أبو شهرين) هي مدينة تاريخية في العراق جنوب غرب مدينة أور. وأريدو من أوائل مدن السومريين يرجع تاريخ بناءها إلى 5000 سنة قبل الميلاد.
٤- مكتبة أشور بانيبال تأسست في القرن السابع قبل الميلاد وسميت نسبة إلى آخر أشهر ملوك الإمبراطورية الآشورية الحديثة. احتوت على آلاف ألواح الطين وعلى موضوعات مختلفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قلبي يحادثني قلم الاديبة الشاعرة/ ايمان زقزوق

  قلبي يحادثني قلبي يحادثني بأشياء وما غبت عني إلا لأسباب قد شغلتك عني أوصفها فتغزلت في جمالها ألا تعلم أني شاعرة ولحروف الكلام مترجمه ليس...